قصة موسى وسحرة فرعون من القصص النادرة، ولعل القرآن العظيم
أشار إليها في أكثر من موضعٍ، لأنهم رجال فهموا الحق بقلوبهم وعقولهم
ومشوا تجاهه وصوبه، رغم كثرة العطاءات والمغريات من قبل فرعون في حالة النصر.
ولو أنهم خسروا في اعتقادي لو كانوا داهنوا وقالوا بأن موسى ساحر كبير وسحره لم يأتي به أحد، لكانت هذه الكلمات بمثابة باسبور عبور ونجاة وكانوا سيأخذون العطايا والمنح مقابل هذا، لكنهم رفضوا ولا أدري في الحقيقة كيف رفضوا كيف استطاعت نفوسهم وألسنتهم أن تنصاع لأرواحهم التي أصبحت نقية بعد سجدتهم.
رفضوا العطايا وتحملوا وأصبحوا أولياءً لله يتردد ذكرهم إلى يومنا هذا، ونحن الآن بصدد أن نفهم في عجالة سريعة لماذا امن السحرة بموسى بتفسير مختلف من قبل جلال الدين الرومي في كتابه المثنوي مع بعض التصرف اليسير مني.
ولو أنهم خسروا في اعتقادي لو كانوا داهنوا وقالوا بأن موسى ساحر كبير وسحره لم يأتي به أحد، لكانت هذه الكلمات بمثابة باسبور عبور ونجاة وكانوا سيأخذون العطايا والمنح مقابل هذا، لكنهم رفضوا ولا أدري في الحقيقة كيف رفضوا كيف استطاعت نفوسهم وألسنتهم أن تنصاع لأرواحهم التي أصبحت نقية بعد سجدتهم.
رفضوا العطايا وتحملوا وأصبحوا أولياءً لله يتردد ذكرهم إلى يومنا هذا، ونحن الآن بصدد أن نفهم في عجالة سريعة لماذا امن السحرة بموسى بتفسير مختلف من قبل جلال الدين الرومي في كتابه المثنوي مع بعض التصرف اليسير مني.
قصة موسى وسحرة فرعون
ذهب موسى بآيات بينات من عند الله عز وجل وذلك من أجل هداية
فرعون، إلا إنه لم يستجب وعاند وتمادى في غيه وفي تكبره، بل ووصفه بأنه ساحر، ولما
كان فرعون ضعيف الحجة والحكمة، عرض على موسى عليه السلام تحدي أبله، ليكون حجة
عليه بعد ذلك، وافق موسى وتم إعتماد الموعد.
نادى فرعون في المدائن وجمع كافة السحرة من كل صوبٍ وحدب، فجاء بأمهر السحرة حتى تفوز نفسه في هذه المنافسة، ولطالما كانت المنافسة بين النفس والروح قائمة، لكن من منا يستطيع أن يفطم طفل نفسه عن لبن الشيطان؟
لماذا آمن السحرة بموسى عليه السلام
إن سحرة فرعون عندما جادلوا وحاجوا موسى بالباطل حسداً وطمعاً
في الذهب، وآه وآه من الذهب، فلقد سمى الذهب ذهباً لأنه يذهب العقل والنفوس،
جادلوا موسى عليه السلام لكنهم كانوا يعاملونه بلطفٍ وأدب، فقاموا بسؤاله أتلقي
أنت يا موسى أولاً، أم نلقي نحن، نعم قاموا بتقديم موسى على أنفسهم، وذلك تكريماً
منهم له على الرغم من كثرة اصطفاف الحشود على مقاعد المشاهدة تشجع وتستلذ بما ترى، وفوقهم فرعون وحاشيته يتكئون على كراسيهم الذهبية وفي وسط كل هذه الأضواء والزخم،
عاملوه بلطفٍ وسألوه بأدب أن يلقي هو أولاً.
قالوا لموسى عليه السلام الأمر لك إن أردت ألق عصاك، فرد موسى عليهم لتلقوا أنتم
أولاً، وبهذا القدر اليسير من التعظيم لـ كليم الله موسى اشتراهم الدين، وأصبحوا من الناجين فعندما
انتهت المعركة وعرفوا الحق سجدوا سجدة واحدة مكنتهم من رؤية أماكنهم في الجنان، وعرفوا
أن المشتري الحقيقي للأنفس هو الله، فقاموا ببيع أيديهم وأرجلهم تكفيراً عن جرمهم،
وقبل أن يبيعوا أنفسهم أصبحوا أدعياء لله
قالوا لفرعون اللعين الذي بات يتصبب
عرقاً حينما شاهدهم يسجدون لله، قالوا له "لن نؤثرك على ما شهدناه من الحق
وافعل ما تريده بنا، فهذه الحياة كلها ما هي إلا بضعة أيام" والسؤال ماذا
رأوا في تلك السجدة؟ ماذا حدث ليكونوا بهذا الثبات والتسليم لرب العالمين؟ وماذا
عن سجودنا نحن؟ أوليس الإله واحد أم نحن المختلفون؟ بالتأكيد نحن المختلفون، وإذا أردت أن تكون سجدتك صادقة مثلهم فافطم طفل النفس عن لبن الشيطان.
- إلى هنا تنتهى قصة موسى وسحرة فرعون وإلى لقاء آخر في موضوعٍ جديد.
تعليقات
إرسال تعليق