قال قد أوتيت سؤلك يا موسى تكرر ذكر قصة سيدنا موسى عليه السلام في مواضع كثيرة من سور القرآن الكريم، ذلك لأنها مليئة بالعبر والعظات، وأيضاً لوجود تشابهاً كبيراً بينها وبين ما حدث لنبينا محمد أثناء مواجهته لأعداء الدين وصناديد الكفر، فنستطيع القول بأن سرد القرآن لقصة موسى لتثبيت النبي محمد صلى الله عليه السلام، وليكون عظة للمسلمين، ولطمأنتهم بأن الباطل زاهق والحق منتصر وظاهر والآن لنتعرف على تفسير وفضل دعاء قال قد أوتيت سؤلك يا موسى.
تفسير اية قال قد أتيت سؤلك يا موسى وفضلها
أولاً من هو النبي موسى عليه السلام
عرفنا من القرآن الكريم والسنة المشرفة أن النبي موسى عليه السلام من أنبياء الله الخمسة، الذين عرفوا بأولي العزم وذلك لشدة إخلاصهم في الدعوة إلى الله تعالى، ولصعوبة ما لاقوه من كفر وعناد، ولثباتهم على الحق بكل يقين، ولتفانيهم في نصرة دين الله تعالى، ولنقترب اكثر من التعرف على نبي الله موسى من خلال قصته عليه السلام، ومن خلال حديثنا عن قصة هذا النبي سنعرف مناسبة وتفسير قال قد أوتيت سؤلك يا موسى بكل يسر ووضوح.
قصة موسى عليه السلام
كان يحكم مصر فرعون وهو ملك شديد القسوة والظلم، فنشر الفرقة والفساد وطغى وتجبر وأدعى الألوهية، وكان قلقاً على ملكه لأنه رأى رؤية فسرت له أن ملكه سينتهي على يد ابن من أبناء بني إسرائيل، فأمر بقتل كل مولود ذكر يولد لهم فقل عدد الذكور، ثم أمر جنوده بترك قتل المواليد من الذكور عام، وقتلهم العام التالي وولد النبي موسى في عام القتل.
كيف نجى الله موسى من فرعون
الله تعالى أوحى لأمه أن تضعه بصندوق، وتلقيه بالنهر وفعلت ووصل موسى لزوجة فرعون التي كانت جالسة أمام قصرها وأحبته، ووافق فرعون على تربيته وعلمت أم موسى بمكانه من أبنتها، التي كانت تتابع حركة صندوق موسى في النهر من بعيد.
كيف رد الله تعالى موسى إلى أمه كما وعدها
رد الله بقدرته موسى لأمه فرفض أن يرضع من كل المرضعات حتى أصبحت أمه هي مرضعته، وكان الله قد وعدها برده إليها عندما ألقته في النهر، فعاشت معه دون علم أحد.
قتل موسى للمصري وهروبه
شب موسى بقصر فرعون، وفي يوم وجد رجل من قومه يستنجد به فدافع عنه موسى، وتسبب بقتل مصري من أتباع الفرعون دون قصد، وانتشر خبر قتل موسى للمصري، وجاء رجل من أقصى المدينة ليحذر موسى، وينصحه بالهروب من مصر لأن جنود فرعون تبحث عنه في كل مكان.
هروب موسى من فرعون ورحلته إلى مدين
خرج مسرعاً وتوجه موسى لمدين، وهي جنوب الأردن، ووجد بئراً يسقي منه الرجال، وفتاتين تنتظران دورهما، فسقى لهما موسى وجلس يدعو الله، وعادتا الفتاتان إلى الأب وهو النبي شعيب، وقصتا عليه قصة الشاب القوى الذي سقى لهما، فأرسلهما إليه ليدعوه وليشكره.
وبعد أن أستمع شعيب قصة موسى، طمأنه وعرض عليه الزواج من احدى بناته، والإقامة بمدين فقبل موسى العرض.
عودة موسى كليم الله إلى مصر والتحدث مع الله
عنما أمر الله موسى بالعودة إلى مصر، خرج موسى من مدين ورأى ناراً بمنطقة طور سيناء، وسمع صوت الحق تبارك وتعالى يناديه، وكلم الله موسى وأمره بخلع نعليه وهنا قال الله له قال قد أوتيت سؤلك يا موسى.
بعض آيات موسى في القرآن
سأله الله عن عصاه، فأخذ موسى يعدد منافع العصا مستأنساً بالحديث مع الله تعالى، فذكر أنه يتكئ عليها ويهش بها غنمه وأشياء أخرى، وطلب من موسى إلقاء العصا فتحولت إلى حية كبيرة تجري، وأمره بضم يده إلى جانبه، فخرجت بيضاء بدون برص، وهذه الأشياء كانت بعض آيات النبي موسى الكبرى.
دعوة موسى عليه السلام لفرعون ومعجزاته
أمر الله النبي موسى بالذهاب إلى فرعون لدعوته إلى عبادة الله وحده وترك الطغيان والتكبر، فور علم موسى بتحمله رسالة الدعوة والذهاب لفرعون، دعا الله بأن يوسع له صدره ويطلق لسانه، ويسهل له أمر دعوته، وأن يبعث معه وزيراً وهو هارون أخوه، لمساعدته وتقويته، ولنشكرك ونصلي لك معاً.
قال قد أوتيت سؤلك يا موسى
أستجاب الله لدعوته، ويقول العلامة الشيخ الشعراوي في تفسيره لـ أية قال قد اوتيت سؤلك يا موسى، إن الله تعالى بهذه الكلمات، أخبر النبي موسى أنه تم الإستجابة لدعائه من قبل حتى نطق موسى بدعائه، وذلك لعلم الله المسبق بما في نفسه، فسبحان الله العليم الخبير، قال قد اوتيت سؤلك يا موسى اللهم هذا الشعور حيث أن كلمة قد وكلمة أوتيت تجعل دعاء موسى أجيب قبل أن يسأل، والله تعالى أعلم.
موقف فرعون من موسى ودعوته
ذهب موسى لفرعون كما أمره الله تعالى، أراه آيات الله ليؤمن لكن
فرعون أدعى أن موسى ساحراً، وأن عصى موسى التي تتحول لثعبان حيلة، وليست آية من آيات الله، وليثبت للناس هذا، جمع كبار السحرة يوم العيد ليغلبوا موسى وسحره كما يدعي، ولكن السحرة وجدوا العصا قلبت حية كبيرة، والتهمت عصيهم فسجدوا لرب موسى.
فعذبهم فرعون وقطع أجسامهم، ولكنهم ثبتوا على الإيمان، وأخذ البلاء يقع على فرعون وقومه، ككثرة الضفادع بالماء ورؤية الدماء والقمل وغيرها من البلاء، لكن فرعون وقومه لم يؤمنوا.
خروج بني إسرائيل من مصر في القرآن
خرج موسى مع بني إسرائيل من مصر، وكان فرعون وجنوده يتبعونهم لقتلهم، لكن الله أمر موسى بضرب البحر الأحمر بعصاه فشقت البحر، ونجا موسى ومن معه، وعندما لحقهم فرعون عاد الماء فغرق هو وجنوده.
المستفاد من الآية قال قد أتيت سؤلك يا موسى
- إن الله تعالى يحب عباده الصالحين، ويسمع دعاءهم ويستجيب للمؤمنين، وبخاصة الأنبياء
- علينا البحث عن أهل الثقة، ليعاونونا في حمل المهام الصعبة، كما كان يدور بخلد موسى من مساعدة هارون له
- إن الله تعالى عليم بما في نفوسنا، وهو القادر على أن يحقق لنا ما نريده.
- الحق ظاهر ومنتصر والباطل زاهق ومهزوم وأن الغضب والهلاك هما عاقبة الطغيان والكفر.
- الرجوع إلى الله والدعاء في الخير والتوبة من الذنوب وقت البلاء.
تعليقات
إرسال تعليق