![]() |
من هو جان جاك روسو |
من هو جان جاك روسو باختصار هو قصة عنوانها الألم والمعاناة، وأوسطها هروب مستمر ونهايتها الراحة والسعادة من كل عناء الدنيا وآلامها.
تطبيقاً لمقولته، يولد المرء حراً ثم تحوله الحياة بعد هذا إلى عبدٍ، وأضيف أنا إلى مقولته وفي الختام يصير حراً مرة أخرى كما حدث بالضبط مع الفيلسوف جان جاك روسو، لنتعرف أكثر عن حكايته من خلال وهذا ما سنتعرف عليه الآن من خلال موقعنا روح الدين.
ولد الفيلسوف جان جاك روسو في عام 1712 بجنيف، وذاق المُر منذ أيامه الأولى، فبعد مرور حوالي 160 ساعة فقط من ميلاده توفيت والدته.
ليبدأ والده في تقمص دور الأب والأم معاً، وكان والده من يعمل بمهنة إصلاح العقارب والساعات، فهو من العمال الحرفيين أي ممن يعملون بأيديهم من أجل تحصيل لقمة العيش.
إسحاق روسو كان يذهب إلى العمل طوال اليوم مع طفله الصغير، فكان هو يراقب حركات عقارب الساعة، اما الطفل جان جاك روسو كان يراقب حركات الناس وأحوالهم من النافذة.
في المساء يعود والد جان روسو إلى المنزل مع طفله، ويحكي له حكايات وقصص خيالية من كتب قد اشتراه له، فذكر جان جاك روسو أن والده قد سهر طويلاً في قراءة هذه القصص له وهو يحتضنه.
اما عمته فكان لها دوراً بارزاً في شخصية جان جاك روسو، فقد كانت تغني له بصوتها الجميل، وهذا كان سبباً في انشغال جان جاك روسو عن حزنه بفقدانه لأمه وكان سبباً في ولعه بالموسيقى وانشغاله بها، فهذا الكم الكبير من الدفء والمعاناة عاش ونشأ جان جاك روسو.
على الرغم من حنية ودفء قلب والد جان جاك روسو إلا أنه كان مشاغباً خارج المنزل، ففي احدى المرات سببت مشاجراته هذه إلى مشكلة كبيرة مع أحد الجنود بالجيش الفرنسي، واتهمه الجندي بانه حاول قتله ورفع السيف في وجهه.
ما إن اشتكى الجندي الفرنسي عليه، إلا وصدر قرار من المحكمة بضبط وإحضار المدعو إسحاق روسو، ليهرب هو من جنيف ويترك جان جاك روسو عند برنار والذي هو أخ والدته أي خاله، ليصبح جان روسو وحيداً دون أم أو أب!
كان الوقت عصيب ولم يستطع برنار أن يطعم نفسه ولا حتى أولاده فما بالكم بابن أخته، فلما ضاقت الحياة على برنار أرسل ابنه وجان جاك روسو إلى قسيس بقرية قريبة وقضى فيها عامين.
المتدبر في كتب وكلمات روسو ستجد أن جلوسه عامين في هذه الكنيسة قد أعطته لوناً من الإبداع والتصوف الذاتي والعمق الكبير في المعنى، ناهيك طبعاً على أن هذه الكنيسة كانت في حضن الطبيعة، وهذا ما يفسر لنا مدى عشق وولع جان جاك روسو بالطبيعة وجمالها وإذا لم تصدقني فاقرأ كتابه " أحلام يقظة جوال منفرد" وسترى كم إبداع كبير وعظيم في وصفه للطبيعة بكلمات إيمانية غاية في الإبداع.
يبدوا أن الحياة لا تريد لجان جاك روسو أن يبتسم، فما إن عرف طريق السعادة، وما ان بدأت ترتسم البسمة على وجهه وتحديدًا وهو في الدير فالأكل والملبس والحياة الهنيئة متوفرة.
انقلبت الأمور رأساً على عقب كأن الحياة لا تحبذ رؤيته سعيداً، حيث اتهم أنه سرق مشط إحدى السيدات، ليطرد بعدها من الدير ويرجع إلى خاله برنار فيذهب به إلى صديق له ليعمل عند الكتبة العموميين لكنه لا يُفلح.
فيرسله إلى صديقٍ أخر لتعلم حرفة النقش على الأواني والمعادن، وكان المعلم قاسي القلب قوي البنية كان إذا أخطأ لا يتحدث بلسانه، لكن اللكمات والضربات كانت هي لسانه الذي يحترف الحديث بهما.
تعلم جان جاك روسو المهنة بعض الشيء، لكن تعلم معها السهر مع الأصدقاء لوقت متأخر من الليل، تعلم الغش والكذب والسرقة من أجل أن يجد طعاماً وشراباً وفي مرة خرج ولما عاد وجد أن المدينة أبوابها مغلقة فقرر ألا يعود!
اتخذ هذا القرار وهو في سن 16 عام من عمره، ونحن الآن وفي سن 30 عام او أكبر نخاف من اتخاذ أي قرار ولو بسيط، فيبدو أن مقولة الفقر والتشرد مصنعاً للأسود والرجال تبدوا هي الأعلى والأكثر اقناعاً في هذه النقطة، وهذه التفاصيل كلها ستجدها مذكورة في كتابه المسمى بـ "الاعترافات"
كتاب الاعترافات لجان جاك روسو هو أول سيرة ذاتية في تاريخ هذا العالم، فالعالم كان يجهل هذا النوع من الكتابة، فكان هناك التحقيق والمقالة، لكن هذا التصنيف جان جاك روسو هو الذي أوجده من العدم أي عبقري هو!
كان روسو دائم العمل فلم يستقر في مكان، فاشتغل تارة خادماً في المنازل، وعمل في القنصليات بإيطاليا، هذا كله بجانب عمله الأساسي الا وهو نقل صفحات الموسيقى.
عادات الأيام والبسمة ترجع إلى جان جاك روسو ليعيش أسعد اللحظات، كما أنه عاش تجارب مختلفة مع بعض النسوة بالمدينة، خاصة مدام دو فارن، والذي وجد فيها الأم ووجد فيها العشيقة، وأعتقد انها كانت تكبره بـ 12 عام فكانت تناديه باسم صغيري.
أثناء كل هذه الأمور تعرف روسو على صديق يسمى بـديدرو، كتب معه مقالات تتناول أحاديث تخص المال والبذخ والإنفاق المبالغ فيه من قبل العائلة الملكية والحكومات، وما ان نشر هذا المقال حتى سجن صديقه.
كان جان جاك روسو يواظب على زيارته على الرغم أنه لم يكن معه المال ليركب عربة لطول المسافة، فكان يطالع القصص والقراءة في طريقة لتكون هي المعين في رحلته الطويلة هذه، وأثناء مطالعته وجد في الجريدة مسابقة بعنوان " هل ساعد تقدم العلوم والآداب على إفساد الأخلاق أم على تطهيرها؟"
انفعل روسو حال رؤيته لهذا السؤال، وتذكر الماضي وما فيه من أسى وآلام، وقرر المشاركة في هذه المسابقة وأن يجيب على هذا السؤال، وعندما ذهب إلى صديقه وحكى له ما رأى شجعه وساعده بالأفكار.
ما أن أجاب الفيلسوف جان جاك روسو على هذا السؤال إلا وحاز على المركز الأول وفاز بالجائزة عام 1750، وكان ملخص جواب روسو أن العلوم تخرب الإنسان، وتسهل العداء بين الإنسان، فما إن انتشرت العلوم وتقدمت إلا حدث فساد أكبر وخراب في الإنسانية!
أضاف روسو أن الإنسان المتحضر المتسلح بأسلحة العلم الحديث، ما ان يضايقه شخص أو يعارضه في القول فسريعاً ما سيفتك به هذا الإنسان وسيخلع عنه لباس التحضر والتقدم وستجده على حقيقته.
وبعد هذا الجواب قرر جان جاك روسو أن يبتعد عن كل مستحدثات هذا العصر ويعمل فقط بمهنة نقل صفحات الموسيقى، فكيف ينتقد التطور العلمي وهو يمتلك أدواتها، فترك كل هذا وأصبح ردائه من الصوف الكبير وخلع عنه ساعته وزينته وترك حب الدنيا واشتهاء جمع المال وأصبح مندمجاً أكثر مع الطبيعة فهي صديقته دائماً وأبداً في لحظات فرحه وسنوات حزنه!
على الرغم من زهده هذا إلا أنه كانت لديه اسهامات عديدة وشطحات غريبة أيضاً، حيث تزوج من خادمة بفندق ما وأنجب منها 5 أبناء وأخذهم بعدها إلى دار رعاية وبيت للقطاء!
بعدها قام جان جاك روسو بكتابة كتاب المسمى بـ "إميل" والذي تمت ترجمته إلى العربية من قبل عادل زعيتر، ومن خلال هذا الكتاب شرح أسالب التربية، وكيف أن أولادنا هم أعظم استثمار لنا فكيف نغفل عنهم؟
العجيب أن جان جاك روسو فعل هذا بعد أن ألقى بأطفال إلى ملجئ ودار رعاية؟ والسؤال هنا هل ضحى روسو بأطفاله مقابل أن يشعر بالألم والمعاناة ليكتب ويسطر لنا كتاباً لنتعلم منه كيف نراعي أبنائنا والذي قال فيه الفيلسوف الألماني غوته أن كتاب إميل يعد إنجيل المعلمين في كيفية تربية الطفل وتعليم النشأ.
لم يرد أن يرحل جان جاك روسو من عالمنا قبل أن يضع بصمة وعلامة في قلوبنا وعقولنا ودماؤنا، فكتابه العقد الاجتماعي عند روسو كان بمثابة الشعلة والنار التي راحت تغدوا وتروح وتلوح في العالم بأسره.
فهذا الكتاب حمله المتظاهرون في أشهر مظاهرات عرفتها الكرة الأرضية وهي الثورة الفرنسية التي تسمى بأم الثورات، كتاب العقد الاجتماعي المترجم إلى العربية مرات عديدة كان سبباً في تحريك نقوس وعقول الناس وبه تم اشتعال فتيل ثورة فرنسا عام 1789 بجانب أسباب أخرى.
فقول روسو أن القانون هو السيد وواضع القانون لابد أن يكون الشعب لا الملك او الحكومات، فالشعب وحده هو الذي ينبغي عليه أن يختار ما يريده والكل ينصاع إلى أوامره.
بعد هذا الإرث الكبير والمؤلفات التي أثرت في الملايين من البشر، رحل جان جاك روسو عن عالمنا في عام 1778 رحل عنا الفيلسوف المطارد من كل مكان رحل عنا رجل فريد قلما يجود الزمان بمثله سواء اختلفنا معه أم اتفقنا فهو شخصية تستحق الإشادة والفخر أما عن أخطاؤه فكلنا هكذا!
من هو جان جاك روسو
ولد الفيلسوف جان جاك روسو في عام 1712 بجنيف، وذاق المُر منذ أيامه الأولى، فبعد مرور حوالي 160 ساعة فقط من ميلاده توفيت والدته.
ليبدأ والده في تقمص دور الأب والأم معاً، وكان والده من يعمل بمهنة إصلاح العقارب والساعات، فهو من العمال الحرفيين أي ممن يعملون بأيديهم من أجل تحصيل لقمة العيش.
إسحاق روسو كان يذهب إلى العمل طوال اليوم مع طفله الصغير، فكان هو يراقب حركات عقارب الساعة، اما الطفل جان جاك روسو كان يراقب حركات الناس وأحوالهم من النافذة.
في المساء يعود والد جان روسو إلى المنزل مع طفله، ويحكي له حكايات وقصص خيالية من كتب قد اشتراه له، فذكر جان جاك روسو أن والده قد سهر طويلاً في قراءة هذه القصص له وهو يحتضنه.
اما عمته فكان لها دوراً بارزاً في شخصية جان جاك روسو، فقد كانت تغني له بصوتها الجميل، وهذا كان سبباً في انشغال جان جاك روسو عن حزنه بفقدانه لأمه وكان سبباً في ولعه بالموسيقى وانشغاله بها، فهذا الكم الكبير من الدفء والمعاناة عاش ونشأ جان جاك روسو.
الأيام الحلوة تمضي وجان روسو وحيداً
على الرغم من حنية ودفء قلب والد جان جاك روسو إلا أنه كان مشاغباً خارج المنزل، ففي احدى المرات سببت مشاجراته هذه إلى مشكلة كبيرة مع أحد الجنود بالجيش الفرنسي، واتهمه الجندي بانه حاول قتله ورفع السيف في وجهه.
ما إن اشتكى الجندي الفرنسي عليه، إلا وصدر قرار من المحكمة بضبط وإحضار المدعو إسحاق روسو، ليهرب هو من جنيف ويترك جان جاك روسو عند برنار والذي هو أخ والدته أي خاله، ليصبح جان روسو وحيداً دون أم أو أب!
كان الوقت عصيب ولم يستطع برنار أن يطعم نفسه ولا حتى أولاده فما بالكم بابن أخته، فلما ضاقت الحياة على برنار أرسل ابنه وجان جاك روسو إلى قسيس بقرية قريبة وقضى فيها عامين.
المتدبر في كتب وكلمات روسو ستجد أن جلوسه عامين في هذه الكنيسة قد أعطته لوناً من الإبداع والتصوف الذاتي والعمق الكبير في المعنى، ناهيك طبعاً على أن هذه الكنيسة كانت في حضن الطبيعة، وهذا ما يفسر لنا مدى عشق وولع جان جاك روسو بالطبيعة وجمالها وإذا لم تصدقني فاقرأ كتابه " أحلام يقظة جوال منفرد" وسترى كم إبداع كبير وعظيم في وصفه للطبيعة بكلمات إيمانية غاية في الإبداع.
الحياة تعاقب روسو مجدداً
![]() |
الحياة تعاقب روسو مجدداً |
يبدوا أن الحياة لا تريد لجان جاك روسو أن يبتسم، فما إن عرف طريق السعادة، وما ان بدأت ترتسم البسمة على وجهه وتحديدًا وهو في الدير فالأكل والملبس والحياة الهنيئة متوفرة.
انقلبت الأمور رأساً على عقب كأن الحياة لا تحبذ رؤيته سعيداً، حيث اتهم أنه سرق مشط إحدى السيدات، ليطرد بعدها من الدير ويرجع إلى خاله برنار فيذهب به إلى صديق له ليعمل عند الكتبة العموميين لكنه لا يُفلح.
فيرسله إلى صديقٍ أخر لتعلم حرفة النقش على الأواني والمعادن، وكان المعلم قاسي القلب قوي البنية كان إذا أخطأ لا يتحدث بلسانه، لكن اللكمات والضربات كانت هي لسانه الذي يحترف الحديث بهما.
تعلم جان جاك روسو المهنة بعض الشيء، لكن تعلم معها السهر مع الأصدقاء لوقت متأخر من الليل، تعلم الغش والكذب والسرقة من أجل أن يجد طعاماً وشراباً وفي مرة خرج ولما عاد وجد أن المدينة أبوابها مغلقة فقرر ألا يعود!
اتخذ هذا القرار وهو في سن 16 عام من عمره، ونحن الآن وفي سن 30 عام او أكبر نخاف من اتخاذ أي قرار ولو بسيط، فيبدو أن مقولة الفقر والتشرد مصنعاً للأسود والرجال تبدوا هي الأعلى والأكثر اقناعاً في هذه النقطة، وهذه التفاصيل كلها ستجدها مذكورة في كتابه المسمى بـ "الاعترافات"
كتاب الاعترافات لجان جاك روسو هو أول سيرة ذاتية في تاريخ هذا العالم، فالعالم كان يجهل هذا النوع من الكتابة، فكان هناك التحقيق والمقالة، لكن هذا التصنيف جان جاك روسو هو الذي أوجده من العدم أي عبقري هو!
بداية انطلاق روسو نحو اكتشاف ذاته الحقيقية
كان روسو دائم العمل فلم يستقر في مكان، فاشتغل تارة خادماً في المنازل، وعمل في القنصليات بإيطاليا، هذا كله بجانب عمله الأساسي الا وهو نقل صفحات الموسيقى.
عادات الأيام والبسمة ترجع إلى جان جاك روسو ليعيش أسعد اللحظات، كما أنه عاش تجارب مختلفة مع بعض النسوة بالمدينة، خاصة مدام دو فارن، والذي وجد فيها الأم ووجد فيها العشيقة، وأعتقد انها كانت تكبره بـ 12 عام فكانت تناديه باسم صغيري.
أثناء كل هذه الأمور تعرف روسو على صديق يسمى بـديدرو، كتب معه مقالات تتناول أحاديث تخص المال والبذخ والإنفاق المبالغ فيه من قبل العائلة الملكية والحكومات، وما ان نشر هذا المقال حتى سجن صديقه.
كان جان جاك روسو يواظب على زيارته على الرغم أنه لم يكن معه المال ليركب عربة لطول المسافة، فكان يطالع القصص والقراءة في طريقة لتكون هي المعين في رحلته الطويلة هذه، وأثناء مطالعته وجد في الجريدة مسابقة بعنوان " هل ساعد تقدم العلوم والآداب على إفساد الأخلاق أم على تطهيرها؟"
جان جاك روسو قرر خوض المسابقة
![]() |
جان جاك روسو قرر خوض المسابقة |
انفعل روسو حال رؤيته لهذا السؤال، وتذكر الماضي وما فيه من أسى وآلام، وقرر المشاركة في هذه المسابقة وأن يجيب على هذا السؤال، وعندما ذهب إلى صديقه وحكى له ما رأى شجعه وساعده بالأفكار.
ما أن أجاب الفيلسوف جان جاك روسو على هذا السؤال إلا وحاز على المركز الأول وفاز بالجائزة عام 1750، وكان ملخص جواب روسو أن العلوم تخرب الإنسان، وتسهل العداء بين الإنسان، فما إن انتشرت العلوم وتقدمت إلا حدث فساد أكبر وخراب في الإنسانية!
أضاف روسو أن الإنسان المتحضر المتسلح بأسلحة العلم الحديث، ما ان يضايقه شخص أو يعارضه في القول فسريعاً ما سيفتك به هذا الإنسان وسيخلع عنه لباس التحضر والتقدم وستجده على حقيقته.
وبعد هذا الجواب قرر جان جاك روسو أن يبتعد عن كل مستحدثات هذا العصر ويعمل فقط بمهنة نقل صفحات الموسيقى، فكيف ينتقد التطور العلمي وهو يمتلك أدواتها، فترك كل هذا وأصبح ردائه من الصوف الكبير وخلع عنه ساعته وزينته وترك حب الدنيا واشتهاء جمع المال وأصبح مندمجاً أكثر مع الطبيعة فهي صديقته دائماً وأبداً في لحظات فرحه وسنوات حزنه!
على الرغم من زهده هذا إلا أنه كانت لديه اسهامات عديدة وشطحات غريبة أيضاً، حيث تزوج من خادمة بفندق ما وأنجب منها 5 أبناء وأخذهم بعدها إلى دار رعاية وبيت للقطاء!
بعدها قام جان جاك روسو بكتابة كتاب المسمى بـ "إميل" والذي تمت ترجمته إلى العربية من قبل عادل زعيتر، ومن خلال هذا الكتاب شرح أسالب التربية، وكيف أن أولادنا هم أعظم استثمار لنا فكيف نغفل عنهم؟
العجيب أن جان جاك روسو فعل هذا بعد أن ألقى بأطفال إلى ملجئ ودار رعاية؟ والسؤال هنا هل ضحى روسو بأطفاله مقابل أن يشعر بالألم والمعاناة ليكتب ويسطر لنا كتاباً لنتعلم منه كيف نراعي أبنائنا والذي قال فيه الفيلسوف الألماني غوته أن كتاب إميل يعد إنجيل المعلمين في كيفية تربية الطفل وتعليم النشأ.
وفاته وأعظم مؤلفات جان جاك روسو
فهذا الكتاب حمله المتظاهرون في أشهر مظاهرات عرفتها الكرة الأرضية وهي الثورة الفرنسية التي تسمى بأم الثورات، كتاب العقد الاجتماعي المترجم إلى العربية مرات عديدة كان سبباً في تحريك نقوس وعقول الناس وبه تم اشتعال فتيل ثورة فرنسا عام 1789 بجانب أسباب أخرى.
فقول روسو أن القانون هو السيد وواضع القانون لابد أن يكون الشعب لا الملك او الحكومات، فالشعب وحده هو الذي ينبغي عليه أن يختار ما يريده والكل ينصاع إلى أوامره.
بعد هذا الإرث الكبير والمؤلفات التي أثرت في الملايين من البشر، رحل جان جاك روسو عن عالمنا في عام 1778 رحل عنا الفيلسوف المطارد من كل مكان رحل عنا رجل فريد قلما يجود الزمان بمثله سواء اختلفنا معه أم اتفقنا فهو شخصية تستحق الإشادة والفخر أما عن أخطاؤه فكلنا هكذا!
تعليقات
إرسال تعليق