
نعلم أنك قد ارتبط قلبياً مع الزوج وقد تكون اعجبت بكلامه لحسن كلامه وحكمته، أو من الممكن أن ترى أن زوجته تمتلك الحق في حث الزوج على الكسب وما إلى ذلك، لكنها أسمعته ما يكره وقست عليه وأغلظت القول له، وهنا وفي حديثنا عن أفضل قصة عن الفقر لمولانا جلال الدين الرومي بكتابه المثنوي وفي الجزء الثالث والأخير من القصة، أصبحت الزوجة أكثر ليناً وتعقلت فانظر ماذا قالت الآن من خلال موقعنا روح الدين.
قصة الزوجة والرجل الأعرابي الفقير
بعد أن انهالت الزوجة على الرجل بكلمات تدمي الفوائد وتجعل الصخر ينفجر من البكاء والعويل، وجعلت كلام الرجل الأعرابي يمر من الأذن إلى الأذن دون أن يثبت في العقل للتفكير به والتدبر في الأمر.
فما كان من الشيخ إلا أن يقول لها اتركيني وشأني وسأترك لكي الدار، وعندها تغيرت الزوجة وعرفت أن فراقه أصعب من الفقر فاستمع ماذا قالت الزوجة لتطيب جراح فؤاد زوجها.
تطييب المرأة لخاطر زوجها واعتذارها عن قولها
عندما رأت المرأة أنه حاد الطباع وعنيد، وعاقد العزم على الخروج بكت والبكاء في الأصل شباك المرأة، قالت متى ظننت فيك هكذا؟ لقد كان أملي فيك غير هذا! وأضافت إنني تراب تحت قدميك، ولست بالسيدة، وأنا لك جسداً وروحاً مهما أكون، والأمر والحكم برمته أمرك وحكمك.
وإن كان قلبي من الفقر قد فارق الصبر، فليس ذلك من أجل نفسي، بل هو من أجلك انت، لقد كنت لي دواء من آلامي، وأنا لا أريد أن تكون خاوي الوفاض، وبحق حياتك ليس هذا من أجلي، بل من أجلك أنت شكواي وأنيني، ووالله إن وجودي كله من أجل وجودك، وهو في كل لحظة يود لو يموت من أجلك.
وتذكر أيام كنت بالنسبة لك كالوثن، وأنت كعابد الوثن! ولقد أشعلت قلبي وفقاً لهواك، وكلما تقول أنه نضج يقول بل احترق، وأنا كالسبانخ بين يديك، تطبخني ما تشاء، بحامض أو بحلو بما يطيب لك! ولقد نطقت كفرا والآن عدت إلى الإيمان، وأمام حكمك جئت مخلصة تماماً.
وأنني لأضع امامك السيف والكفن، وأمد رقبتي أمامك فاقطع، أتتحدث عن الفراق المر افعل ما تريده إلا هذا، وأخذت تتحدث على هذا النسق بلطف وانبساط، وأثناء ذلك غلبها البكاء، فأضرم في قلب الرجل الوحيد الشرر، وتلك التي كان الرجل عبدا لوجهها كيف يكون الحال عندما تبدأ هي العبودية؟
أسئلة سألها جلال الدين الرومي تستحق التأمل
تلك التي يكون من كبريائها مرتعد القلب، كيف يكون الحال عندما تصبح باكيه أمامه؟ وتلك التي من دلالها يكون القلب والروح دما، حين تبدأ في التضرع كيف يكون حاله؟ وتلك التي تكون فخاخنا دائماً في جورها وجفائها، ماذا يكون عذرنا إن نهضت هي للاعتذار؟
زين للناس حب الشهوات من النساء، لقد زينها الحق وما زينه الحق، كيف يمكن الفرار منه؟ وإذا كان قد خلقها من أن اجل أن يسكن إليها، فمتى يستطيع آدم أن ينفصل عن حواء؟ وحتى وإن كان رستم بن زال وأقوى من حمزة، إنما يكون أسيرا في يد انثاه!
رد الأعرابي على زوجته
خجل الرجل من قوله كخجل الجلاد عند موته من العمل الذي كان يزاوله، وقال كيف كنت خصما لروح الروح، وكيف ركلت رأس من أحب، فعندما يحل القضاء يحجب البصر، حتى لا تعرف عقولنا القدم من الرأس، وعندما يمر القضاء، يأكل المرء في نفسه ويشق جيبه وقد مزقت حجبه.
وأضاف الرجل أيتها المرأة إنني نادم وإن كنت كافر فها أنا أسلم، إنني مذنب في حقك فارحمي، ولا تقتلعيني دفعة واحدة من الجذور، ومن شاخ في الكفر إن أبدى الندم يصبح مسلماً ما دام قد اعتذر، والحضرة الإلهية مليئة بالرحمة والكرم، وعاشقها سواء الوجود والعدم، والكفر والايمان كلاهما عاشق لذلك الكبرياء، والنحاس والفضة عبيد لتلك الكيمياء.
هنا نكون قد انتهينا من قصة المرأة والأعرابي نرجو ان نكون قد أفدناكم، وفي التعليقات اكتبوا لنا ماذا فهمتم من هذه القصة وهل المقصود بالمرأة هنا المرأة ام لها رمز آخر مع روح الدين دمتم سالمين.
تعليقات
إرسال تعليق