القائمة الرئيسية

الصفحات

من هو سيدي بشر؟ وما الذي يمنعك من أن تكون سيدي بشر القادم؟

من هو سيدي بشر؟ وما الذي يمنعك من أن تكون سيدي بشر القادم؟

سيدي بشر من أهم المناطق الموجودة في محافظة الإسكندرية، بجمهورية مصر العربية، وذلك لما تتمتع بها المدينة من جمال طبيعي ساحر سواء من حيث العلوم والفنون، حيث تضم مكتبة من أعرق المكتبات في العالم، اما من حيث التاريخ فحدث ولا حرج فجدران قلعة قايتباي تشهد بالكثير من السنين التي مرت بها هذه المدينة من معارك وبطولات، كما تشهد صخور المدينة ببسالة شبابها ضد كل معتدي غاصب، فلك في الزعيم محمد كريم الف قصة وقصة ضد نابليون، ويكفي أنها تسمى وتلقب بعروس البحر الأبيض المتوسط.

لعلنا قد استطردنا في الحديث عن الإسكندرية، وذلك لأن الله يعلم مدى عشقي لهذه المدينة، لكن سنحاول أن نوقف الغزل عن هذه المدينة الباسلة، ونركز اهتمامنا على واحد من أشهر الرجال الذين مشوا على هذه المدينة إنه الشيخ الصوفي سيدي بشر عليه رحمة الله فما هي حكايته؟ 

حكاية وقصة سيدي بشر 


من هو الشيخ سيدي بشر؟ 


ذكر لنا الشيخ صفوت، وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالأسكندرية، أن الشيخ سيدي بشر هو الشيخ بشر بن الحسين بن محمد بن عبيد الله بن بشر الجوهري، هو من آل بشر الذين قدموا إلى عروس البحر الأبيض المتوسط، في بدايات القرن 16 الهجري، هو وجمع من علماء آخرين، وقصده للأسكندرية لم يك مجرد مكانٍ فقط، لا بل اختار الإسكندرية لأن بها من الروحانيات العالية وبها من الهدوء والسكينة الكثير، لذلك وقعت عينه على هذه المدينة لتكون نعم المدينة له ونعم الدار له، فبعد عن ضجيج المدينة المزعج وقرر أن يتعرف على نفسه وعلى الله بعيداً عن الناس، لتصبح فيما بعد هذه المنطقة الغير مسكونة بالسكان وقتها إلى أهم المدن بالأسكندرية وأشهرها، ويصبح مسجده بعد 1000 عام من أهم المساجد بالمدينة، ويرتاده الزوار المتعبون من الحياة لينالوا، فيه راحتهم وسكينتهم كما فعل هو قبلهم من ألف سنة يالله!


حياة بشر الزاهد 


كان سيدي بشر متصوفاً عالماً جليلاً زاهداً، ابتعد عن الحياة الدنيا وزخرفها وزينتها، وتعلق بحبل الله وملازمة الاستغفار والبعد عن القيل والقال وكل ما يُفتن القلب ويجعله يغيب في ظلمات التيه والضلال، لذلك أسس مكاناً له ليبتعد عن هذه الحياة الرتيبة، وعرف حقيقة الحياة الدنيا، أنها دار بلاء وأنها إذا حلت أوحلت، واذا غلت أوغلت، واذا كست أوكست، كل هذا عرفه وتيقن به، وبعد مدة اشتهر بين الناس بعطفه وحبه للمساكين والمستضعفين، كما ظهرت له كرامات عديدة، فكان من الصالحين المتقين.


وفاته وبناء مسجد سيدي بشر 


توفى سيدي بشر في عام 528 هجرية، ودفن بنفس المكان الذي أمضى فيه حياته يفكر في الله، يفكر في طرق جديده لحب الله، وهنا قرر أهالي الإسكندرية أن يقوموا بتأسيس مسجداً له، وأقاموا له ضريح بعد وفاته، فكعادة أهالي الأسكندرية يجدون الضعيف فينصرونه، يقابلون المعتدي بكل حزم ورباطة جأش، يجلون العلم والعلماء ويرفعون صاحبه على الأعناق، فبالفعل أقاموا له مسجداً وضريحاً ليصبح مسجد سيدي بشر بقلب الإسكندرية، اذ لا تستطيع أن تذهب إلى مصلحة أو مشوراً تقضي بها حاجة من حوائج الدنيا، إلا وتجد المسجد بازغاً واقفاً يذكرك بهذا العالم الجليل. 


سيدي بشر لم يمت 


الموت باختصار ليس كما يعتقد العامة وهو توقف القلب عن النبض لا، الموت هو أن تذهب إلى دار القرار وانت لم تترك أثر طيب في أي نفس، تأتي إلى الدنيا وتذهب دون أن تفعل أي شيء، اما اذا أردت أن تحيا ويتذكرك الناس فالحل والإجابة بسيطة، الا وهي أن تترك أثراً في نفوس زملائك وجيرانك، أن تتخلى عن الأنا، وأن تهرع إلى تنظيف نفسك من الداخل وتحاول أن تحب الخير للآخرين، اذا فعلت ذلك أعدك بأنك لن تموت إذ ستظل روحك تتناقل بين الأماكن، وسيتردد ذكرك في الدنيا كما يحدث الآن مع سيدي بشر فأنا أكتب الآن بيوم 4-11-2020 وهو المتوفى منذ أكثر من 10 قرون هل فهمت الدرس؟

حتى إذا لم اكتب انا ففي يوم 10 من شهر أغسطس في كل عام، ينظم الكثير من الأهالي والمشايخ الصوفية إحتفالية ذكرى للشيخ سيدي بشر، وهذه الإحتفالية ليست مقتصرة عليه فقط، بل هي احتفالية عامة لإحياء سيدي بشر ومواقفه وسلوكه في نفوسنا، وأنت عزيزي القارئ بإمكانك أن تصبح سيدي بشر في تعاملاتك مع الناس، وقضاء حوائجهم وعدم تأخيرها ومساعدتهم ولو بإبتسامة منك لهم، واعلم ان الله سيعوضك فقط فكر وتاجر مع الله فهي التجارة الرابحة. 
هل اعجبك الموضوع :
author-img
مصطفى سرحان مدون مصري

تعليقات

التنقل السريع