القائمة الرئيسية

الصفحات

جلال الدين الرومي من هو؟ وما هي أبرز مؤلفاته؟

جلال الدين الرومي من هو

جلال الدين الرومي من هو يعد الرومي واحد من أبرز العلماء والفقهاء، ترك العلوم الفقهية الجامدة وأخذ يتناولها بإسلوب قصصي مذهل، من بين كافة الطرق للوصل إلى الله ومعرفته اتخذ الرومي طريق الحب والعشق، فمن أهم مبادئه التي رسخها ونشرها بين طلابه هو حب الله وحب الرسول دون أي مصلحة فقط حب صافي، وتعتبر مقولات جلال الدين الرومي هي الأكثر تأثيراً في العالم خاصة في دولة الولايات الأمريكية المتحدة، كما حازت أقوال جلال الدين الرومي منزلة الأكثر تأثيراً وفقاً لإستفتاءات أجرتها BBC  في عام 2007 والآن لنتعرف أكثر على مولانا جلال الدين الرومي وما هي أبرز مؤلفاته. 


قصة جلال الدين الرومي




تربيته ونشأته 


هو محمد بن محمد بن حسين البلخي، المشهور بمولانا جلال الدين الرومي، ولد في 30 سبتمبر عام 1207 بمدينة بلخ في أفغانستان، تربى وترعرع بأسرة بسيطة تهتم وتجل الدين، له ارتباط بالعائلة الحاكمة، وكان والد جلال الدين الرومي يُلقب بسلطان العلماء نظراً لتمكنه في العلوم الشرعية والدينية، ولبراعته في الفقه الحنفي أصبح واحد من أشهر الخطباء والأئمة، حيث كان شجاعاً قوياً يقول الحق ولا يداهن أو يجامل على حساب الدين.



تعليمه ودراسته 


انكب الرومي على تعلم العلوم الشرعية على يد والده، ثم تتلمذ وتلقى العلم على يد تلميذ لوالده يسمى برهان الدين محقق الترمزي، وبعدها غادر جلال الدين الرومي للشام بحثاً عن المزيد من العلم، وهناك تعلم مبادئ علم التصوف، وفي مدينة حلب التي كانت تجمع كوكبة كبيرة من العلماء مثل الشيخ سعد الدين الحموي والشيخ عثمان الرومي والشيخ كمال الدين العديم، وعملاق التصوف والفيلسوف الكبير الشيخ محي الدين بن عربي.


جلال الدين الرومي والتصوف 


ذكر لنا المؤرخين أن والد الرومي كان هناك بينه وبين سلطان بلخ الكثير من المشاكل، لذلك قرر مغادرة هذه البلاد، وذكر لنا مؤرخون آخرون، أن بعد استيلاء المغول على بلخ استباحوا البلاد وضيقوا الخناق على أهلها، وكان هذا سبباً في خروجه من بلخ وانتقاله إلى بغداد ثم إلى مكة المكرمة ثم استقر بهم الحال في تركيا، وكانت تسمى آنذاك "ببلاد الروم" ومن هنا اتصف جلال الدين باسمه الذي نعرفه الآن الرومي. 

وبعد أن طاب لهم المقام بقونية بتركيا، ذهبت روح والد جلال الدين الرومي إلى خالقها، فكان لابد أن يأخذ جلال الدين الرومي زمام الأمور، وأن يتولى ما بدأه والده بنشر الدعوى ورأى أنه لابد أن يستزيد من العلوم الدينية، فقضى شبابه بحثاً عن العلم في حلب ودمشق، وبالفعل حاز على نصيب كبير من العلم، فعاد إلى قونية وأقر له مشايخه بعلمه ونبوغه وذلك بفضل دراساته التي جمعها بحلب ودمشق وثقافته المعرفية الواسعة.

عمل الرومي بالتدريس والدعوى فأقبل عليه الطلاب وتلقوا عنه العلم وأحبوه لطريقته المميزة السهلة في إيصال المعلومات، ولقب وقتها بـ سلطان العلماء، وكانت الأمور إلى هنا على ما يرام، لكن بعدها الأمور لم تستقر ولم يعد الرومي رومياً بعدها!



علاقة جلال الدين الرومي بشمس التبريزي


علاقة جلال الدين الرومي بشمس التبريزي

في عام 1244 م تعرف جلال الدين الرومي بشيخ فارسي يسمى شمس الدين التبريزي، وكان لقاؤه بشمس بمثابة نقطة التحول الكبرى في حياة مولانا، فما كان سيطلق عليه مولانا إلا بعد هذا اللقاء الآسر الذي عرف العالم كله معنى الحب والعشق، فهذه المعرفة التي ربطتهم معاً المعرفة الروحية، جعلت الرومي يبدأ في نظم الشعر الصوفي وقطع كل الصلات الظاهرية بينه وبين طلابه، وقلل من ندواته ومؤتمراته وجلساته التعليمية، وجلس ينصت ويستمع إلى معلم الروح الشيخ شمس الدين التبريزي.


لعل قصة لقاء شمس والرومي تستحق الكثير من المجلدات لوصفها، وسنحاول في موقعنا روح الدين أن نقوم بسلسة عن هذا اللقاء الروحي الأهم في العالم الإنساني كله إن شاء الله. 


استكمالاً لهذا اللقاء ذكر جلال الدين الرومي مراراً أن معلمه الذي يدين له بالفضل والثناء، والذي حوله من شخص يكرر الكلام إلى شخص يفكر ويعرف الأمور الداخلية الباطنية هو الشيخ شمس الدين التبريزي، هو الذي عرفه الطريق الصوفي ويؤكد الرومي هذا الكلام بنفسه حيث قال" إن شمس هو الذي أراني طريق الحقيقة، وأنا أُدين له بإيماني ويقيني".


بعد أن تعرف الرومي بشمس بات من أشهر الأئمة المتصوفة وأصبح استاذاً في العشق الإلهي، وكعادة الحياة الدنيا التلميذ يتفوق على الأستاذ، تفوق جلال الدين الرومي على معلمه شمس، وأصبح له تراث خاص به في قونية بتركيا، وباتت له طريقة صوفية عرفت بـ "المولوية" وهي باختصار دوران الشخص حول نفسه رافعاً يداً لأعلى والأخرى للأسفل، وتفيد المدد من الله وتوزيع هذا المدد والحب على الناس كافة، والدوران يشمل كل الأديان وكل الكائنات الحية، أي ان الصوفي الحقيقي هو الذي لا يحمل أي كره ولا حقد أو حسد لأي من كان. 


سبب اشتهار هذه الطريقة بالمولوية هو نسبة إلى جلال الدين الرومي، حيث لقبه الناس بـ "مولانا" فمن هنا جاءت اسم " المولوية "، ويرى الكثيرين من العلماء أن شخصية جلال الدين متشعبة، فهي شخصية فريدة حقاً متضلعة في العلوم الدينية ومتبحرة في العلوم الفلسفية، مستعيناً بقدرة عبقرية على سرد القصص ونظم الشعر لإيصال الفكرة والمعنى بطريقة سهلة بالغة الحكمة.


الرومي أستاذ الحب والعشق 


أسس الرومي مذهباً من خلال كتبه خاصة كتابه المثنوي، الموصوف بأنه أكبر مرجع صوفي، فقط كتب فيه وسطر مئات الألاف من الأبيات الشعرية لحب الله وحب الرسول، وكتب أيضاً عن القضايا الفلسفية التي أخذت تمجد في العقل وتبالغ في تقدير الحواس، وأشعار مولانا تحظى برواج كبير وإنبهار من جميع الطوائف والنحل، خاصة في الولايات المتحدة، حيث نال جلال الدين الرومي شهرة واسعة بها وتعد كتبه من أكثر الكتب مبيعاً بعام 2014.


جلال الدين الرومي
تمثال لجلال الدين الرومي


كما ظهرت الكثير من الأفلام والمسلسلات الدرامية التي تجسد فيها شخصية الرومي، وذلك من أجل ترسيخ مبادئ الحب والرحمة في النفوس، وتسليط الضوء على هذه الشخصية الفريدة، التي لن يجود الزمان بمثلها مرة أخرى، ومن ضمن هذه الأعمال السينمائية فيلم مولانا جلال الدين الرومي، وحكاية عشق. 



مؤلفات جلال الدين الرومي


ترك لنا الرومي الكثير من المنظومات الشعرية والأدبية نحو: 

  • ديوان شمس الدين التبريزي، الذي يضم ألف بيت سجل فيه قصة حبه وعشقه لمعلمه الروحي شمس.

ديوان شمس الدين التبريزي
ديوان شمس الدين التبريزي

  • الرباعيات الذي يضم ما يقرب من 2000 رباعية، والرباعية من أكثر ضروب الشعر الفارسية أصالة، ويكون بشكل بسيط وجذاب بعيد عن الغلو في التصنع والتكلف. 

  • كتاب فيه ما فيه، وهذا الكتاب متضمن دروس ألقاها ومحاضرات واجابه عن أسئلة الحاضرين. 

  • كتاب مكاتيب وهذا الكتاب مذكور فيه رسائل مولانا إلى معارفه وأصدقائه.

  • مجالس سبعة مجموعة من حكم جلال الدين الرومي وأشهر المقولات له.

  • المثنوي وهو من أشهر كتب مولانا الرومي، ويضم هذا الكتاب أكثر من 25 ألف بيت شعر فارسي، به خلاصة شخصية وفكر مولانا، ولقد استغرق الرومي في كتابة كتابه المثنوي الذي يأتي مقسم لـ 6 أجزاء سبع سنين، ليكلل هذا الجهد والتعب لنذكره حتى الآن، فنتعلم منه الكثير كالصبر والعلم والحب والروح وكل شيء جميل نستطيع ان نتعلمه من مولانا، وهذا الكتاب أو كتب الرومي قد تم ترجمتها إلى معظم لغات العالم، لما فيها من تعاليم روحية غاية في الإبداع مأخوذة من المنهل الأصلي الا وهو القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية الشريفة.


المثنوي
المثنوي


وفاة الرومي 

توفى جلال الدين الرومي، بقونية يوم 17 ديسمبر في عام 1273 إثر إصابته بمرض الحمى. 


رسائل جلال الدين الرومي إلى شمس التبريزي



هل اعجبك الموضوع :
author-img
مصطفى سرحان مدون مصري

تعليقات

التنقل السريع