قصة الزوجة التي أساءت الأدب مع زوجها بسبب الفقر الجزء الثاني |
كنا في الجزء الأول قد انتهينا من نقطة استياء الزوجة من زوجها بسبب قلة الموارد والشح الشديد في المال والغذاء، ورأينا كيف رد الزوج الأعرابي عليها بكل هدوء ورصانة، وشاهدناه وهو ينصحها بلين وعطف وهو يقول لها أن الأحذية لتكون جيدة لابد أن تكون نفس المقاس ومتناسقين وأخذ ينصحها، والآن لنعرف ما هو رد الزوجة على كلام زوجها.
قصة الزوجة التي أساءت الأدب مع زوجها بسبب الفقر الجزء الثاني
رد الزوجة بعد نُصح الزوج لها " لما لا تقولون مالا تفعلون"
صاحت المرأة على زوجها قالت له اصمت يا مدعي الشرف، لن أتجرع من كذبك مرة أخرى، لا تتحدث معي عن ادعاءاتك الزائفة وكبريائك وهذه الترهات التي تقولها.
أنا لا أعرف كيف تفعل هذا وكيف تستمد هذا الكبرياء وهذه العنجهية، وأنت مُفلس فجيوبك خالية إلا من الوبر العالق بالقماش الذي ترتديه، اصمت يا من لك بيت مثل بيت العنكبوت.
تقول لي القناعة وماذا تعرف أنت عن القناعة؟ لقد تعلمت من أنواع القناعة مجرد اسم فقط، لقد قال الرسول القناعة كنز، وأنت لا تستطيع أن تميز بين الكنز وبين التعب.
إياك أن تدعوني بالزوجة، فأنا زوجة بالإنصاف، لا بالنفاق والحيلة، انت في نزاع دائم مع الكلاب من أجل الحصول على الفتات والعظام، لا تنظر الى باحتقار حتى لا أقول لك ماذا يجري داخل عروقك.
ليكن الله خصيمك لظلمك ومكرك، وليبعد عنا فضلك وعقلك، أتكون الحية والمشعوذ معاً يالله! تكون الحية وصيادها معاً يا عار العرب!
تابعت الزوجة وصلة إساءت الأدب
مشعوذ الحيات من حرصه على الكسب والعمل، لا يفهم في ذلك الزمان سحر الحية!! إذ تقول له الحية أيها المشعوذ احذر احذر هل رأيت أولاً ما لديك انظر الآن إلى رقيتي!
انك قد خدعتني باسم الحق، حتى تجعلني بالاضطراب والشر، إنما قيدني لك اسم الحق، لا مهارتك، لقد جعلت اسم الحق شبكة، فالويل لك.
لكن لا بأس فسيأخذ اسم الحق حقي منك، فلقد سلمت اسم الحق الروح والجسد، فإما أن يقطع عرق روحك بلدغة مني، أو يحملك إلى السجن كما حملتني.
ومن هذا النوع من خشن القول وسوء الأدب، أسمعت المرأة زوجها الشاب ما يملأ به القراطيس.
رد الأعرابي على زوجته
صه هل أنت امرأة أم منبع للأحزان؟ إن الفقر فخر فلا تحقريني، فالمال والذهب هما كالقبعة على الرأس والأقرع هو الذي يلجأ إلى هذه القبعة.
أما ذاك الذي يكون ذا شعر متموج وجميل، يكون أسعد عندما تضيع قبعته أو قلنسوته، رجل الحق يكون بمثابة البصر، فيفضل أن يرى الأمور مكشوفة وليست مستترة.
ذلك النخاس الذي يبيع العبيد، يخلع عن العبد الثوب الذي يستر العيوب، ومتى يعريه إن كان فيه عيب؟ بل أنه يكسوه بثوب الخدعة، ويكون العذر أنه خجول من الصالح والطالح.
السيد غارق في العيوب حتى اذنيه، لكن السيد يمتلك مالاً، والمال ستار العيوب! ولو أن الفقير تحدث بكلام كالذهب النضار، لا تجد بضاعته أي طريق حتى الحانوتي يرفضها!!
أمر الفقر يصعب على أمثالك فهمه، فلا تنظري الى الفقر باستهانة، ذلك أن الدراويش تجاوزوا الملك والمال، فلهم رزق عظيم من ذي الجلال.
لقد لقبتيني بألقاب كثيرة من غضبك، سميتني بصياد الحيات ومن هو في طبع الحيات، وأنا لو صدت حية أخلع أسنانها، حتى لا يؤذيها أحد من بعدي وأجعلها طيبة صالحه، ذلك أن أسنانها عدوة شديدة العداوة لها، وأنا أقضي على العدو بعلم الحبيب.
أنا لا أتلو رقية أبدا على سبيل الطمع، فلقد جعلت الطمع منقلبا، حاشا لله، فليس طمعي في الخلق وهناك في قلبي عالم من القناعة.
إنك ترين هكذا لأنك بعيدة عني وعن فهمي، فاقتربِ مني حتى لا يبقى لديكِ ذلك الظن، وعندما تدورين حول نفسك ويصاب رأسك بالدوار، ترين الدار تدور والأمر كله منك.
تابع الزوج رده على زوجته
لقد رأى أبو جهل أحمد فقال: يالها من صورة قبيحة تلك التي ظهرت من بين بني هاشم، فقال له أحمد: حقا ما قلت.. صدقت، هذا برغم انك بالغت!!
ورآه الصديق فقال آيتها الشمس، لا أنت بالشرقي ولا الغربي، فتألق سعيدا! فقال أحمد: صدقت أيها العزيز، يا من نجوت من الدنيا التي لا تساوي شيء.
فقال الحاضرون يا صدر الورى، لقد قلت للقائلين الضدين: صدقت فلماذا؟ قال إنني مرآة صقلت بيد الاله، ويرى التركي والهندي فيّ ما هو عليه.
فيا أيتها المرأة إن كنت ترينني طماعاً، لترتفعي عن هذا التحري النسوي! فإن ما فيّ يشبه الطمع لكنه رحمة، وأين الطمع حيثما تكون النعمة! فامتحني أنت الفقر يوماً أو يومين، حتى ترين في الفقر الغنى مضاعفا.
هذا الكلام بمثابة ثدي الروح، وبلا جاذب حلو لا يجري عذبا زلالا، وعندما يصير المستمع ظمآناً جاداً في الطلب، يصبح الواعظ فصيحاً مفوهاً وإن كان ميتاً.
وعندما يكون المستمتع منتبهاً حاضراً خالياً من الملل، يصبح للأبكم مائة لسان قوال، يأ ايتها المرأة هل قمت يوماً وزينتِ نفسك من أجل أعمى؟
لو أنني ملأت الدنيا بالدُر المكنون، ولم يكن من رزقك فماذا أفعل؟ فاتركي النقار يا امرأة واقطعي الطريق.
فالحفاء والمشي بدون حذاء أهون من حذاء ضيق، وإن صمتتعلى هذا الأمر فإن ما علي أن أفعله هو أن أترك هذه الدار في التو واللحظة.
نهاية الجزء الثاني من القصة
انتهىت إلى هنا أحداث الجزء الثاني من قصة الزوجة التي أساءت الأدب مع زوجها بسبب الفقر، انتظروا الجزء الثالث وهو تطيب المرأة لخاطر زوجها واعتذارها عن قولها ورد الزوج عليها، شكراً على حسن المتابعة، في انتظار تعليقاتكم عن الجزء الثاني من القصة مع روح الدين دمتم سالمين.
تعليقات
إرسال تعليق